2024-03-29


تصريحات السيد وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين خلال المقابلة التلفزيونية مع قناة الاخبارية السورية

الثلاثاء 20-1-2015


 

حول الدور الإسرائيلي في الأزمة السورية، وعن العدوان الإسرائيلي الأخير على القنيطرة وإعلان الأمم المتحدة رصدها طائرات استطلاع إسرائيلية في سماء سورية، أكَّد السيد الوزير أن إسرائيل، من خلال الولايات المتحدة، تريد إطالة الأزمة في سورية قدر الإمكان، وأنهما يرتبطان بتحالفات في أوروبا والعالم العربي وتركيا ويستهدفان الشعب السوري.

وقال السيد وزير الخارجية والمغتربين: "إن هذا الاعتراف ليس مستغرباً لأن الخرق تمَّ لاتفاق الفصل عام 1974، وهو خرقٌ للسيادة السورية وعدوانٌ سافر على الأراضي السورية. وهنا لا بد من التوقف للترحم على أرواح الشهداء الأبرار والتعازي لذويهم، وأنا أقول إن من يستشهد لا نعزي به بل نبارك استشهاده لأنه طريق للنصر".

تساءل السيد الوزير: "هل إسرائيل بهذا الغباء لتقوم بهذا العدوان وهي تعرف أنها ستدفع الثمن؟". مضيفاً أن اسرائيل هي جزءٌ أساسي من المؤامرة على سورية، وهي تستخدم تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في الجنوب وفصائل إرهابية أخرى، وتتدخَّل عسكرياً بشكلٍ مباشر لإنقاذهم من تصدي الجيش العربي السوري والمقاومة الشعبية لهم.

وحول طبيعة الرد السوري على العدوان الإسرائيلي، أكَّد السيد الوزير أن "الأولوية في هذه المرحلة من الحرب الكونية المفروضة على سورية هي للقضاء على أدوات إسرائيل في سورية، لأن إسرائيل تعمل عليهم وتساعدهم، كما أن المؤامرة الكونية تستخدمهم، وبقدر ما نحقق من إنجازاتٍ ميدانية نكون بدأنا بالرد على العدوان الإسرائيلي". 

وعن الوضع الداخلي، قال السيد الوزير: "مؤخراً ثبت وظهر جلياً عدم وجود حاضنةٍ شعبية للإرهابيين"، مشيراً في هذا السياق إلى المصالحات في غوطة دمشق الجنوبية وخروج الموطنين من دوما والقرى المجاورة في الغوطة الشرقية باتجاه حضن الوطن. ثم أكد السيد الوزير أن سورية مرَّت من "عنق زجاجة الأزمة" وأننا نستطيع الآن أن نتحرك براحة أكثر، وأهم شيءٍ بالنسبة لنا هو الكرامة الوطنية وأن نستمر باستقلالية قرارنا، ومن أجل ذلك صمدنا كل هذه السنوات.

وأضاف السيد وزير الخارجية والمغتربين: " هذا العام سيكون مختلفاً، لأن هناك تفاعلات تبدأ بالمواطن". وطالب السيد الوزير بمضاعفة جهود الحكومة، بحيث يشعر المواطن بهذه الجهود من خلال تلبية احتياجاته، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل ليلاً نهاراً لتأمين تلك الاحتياجات لكسر الحصار المفروض على الشعب السوري.

وأشار السيد الوزير إلى ضرورة العمل على إجبار الغرب المتآمر على تغيير سياساته تجاه سورية، مشيراً إلى ظهور مؤشراتٍ بعد أحداث باريس على وجود تغير. وشدَّد سيادته على أن هم أعداء سورية هو أن يتحطم المواطن السوري، ونحن كمواطنين يجب أن نُعاهد أنفسنا هذا العام على الخروج من الأزمة.

وعن الأحداث الأخيرة في شمال شرق سورية، طرح السيد الوزير تساؤلاً عن المستفيد من التوتر الحاصل في الحسكة بين وحدات "حماية الشعب" والجيش العربي السوري، وقال: "لمصلحة من يجري هذا الاشتباك مع قواتنا المسلحة؟ ألا يؤثر ذلك على الجهد المشترك في مواجهة "داعش" وعلى مكانة الأكراد الذين صمدوا في عين العرب في أعين المواطن السوري؟".. ودعا السيد الوزير هذه الأطراف إلى عدم السير وراء أوهام الخارج، لأن سورية ستنتصر ويجب أن يكونوا هم جزءاً من هذا الانتصار".

 

فيما يتعلق بمشاورات موسكو التي ستُعقد مع نهايات الشهر الجاري، قال السيد الوزير: "لدينا توجيهات من السيد الرئيس بشار الأسد بأن نبذل كل جهد ممكن لإنجاح لقاء موسكو". لافتاً إلى أن أهداف اللقاء محدَّدة برسالة الدعوة التي وجَّهتها وزارة الخارجية الروسية إلى الأطراف المشاركة، وهي توافقٌ على عقد حوار سوري - سوري لوضع صورة سورية المستقبل.

ثم أشار السيد الوزير إلى الاختلاف الكبير بين ما جرى في جنيف وبين ما سيجري في موسكو، حيث قال أن: "هناك اختلافاً بين جنيف وموسكو، والاختلاف أننا في جنيف ذهبنا بوفدٍ كبير وسبقه اجتماع مونترو، وكان على مستوى وزراء خارجية، ومشاركتنا في جنيف لم تكن لمحاورة الائتلاف، وإنما حاورنا من خلالهم الدول التي كانت تدعمهم وتوجِّههم". وأضاف السيد وزير الخارجية والمغتربين: "في موسكو هناك معارضةٌ دُعيت بصفةٍ شخصية، وهي أرضٌ صديقة، ولذلك لا توجد في لقاء موسكو دولٌ تتدخَّل أو تدعم فئةً أو طرفاً ضد طرفٍ آخر.. هو حوارٌ بين سوريين ولقاءٌ بين سوريين.. وفدٌ حكومي وشخصياتٌ معارضة، والهدف واضح وهو الاتفاق على حوار سوري - سوري مستقبلا".

حول رفض بعض أطراف المعارضة الذهاب إلى لقاء موسكو، أوضح السيد الوزير أن هذا شأنهم، "ومن يريد أن يذهب فهو يريد أن يشارك في حوار المستقبل، ومن يقاطع لن يكون له دور في حوار المستقبل". وأكَّد السيد وزير الخارجية والمغتربين أن سورية لم ترفض مشاركة أي شخصٍ وجهت له الدعوة ليشارك، مشيراً إلى "أننا اتفقنا أساساً في موسكو مع الوزير سيرغي لافروف على أن يكون التمثيل من معارضة الداخل والخارج، إضافة إلى مجموعة من المستقلين، إلى جانب وفد الحكومة، وهذا ما نأمل أن نراه في موسكو".

ونفى السيد الوزير تخفيض الحكومة مستوى التمثيل في الوفد المشارك في اللقاء التشاوري، وأكَّد: "أنه وفد عالي المستوى ويتمتع بخبرة دبلوماسية واسعة".

وعن احتمالات فشل اللقاء، أشار السيد الوزير إلى أنه في حال فشل المؤتمر فهذا يعني أن شخصيات المعارضة المتواجدة في موسكو انصاعت للخارج وتوجهاته، لافتاً إلى أن هناك دولاً عديدة ليست راضية في المنطقة وخارجها عن لقاء موسكو وتسعى من خلال أدواتها التي تحركها لإفشاله، من خلال طروحات سياسية تخرج عن هدف المؤتمر، مثل الحديث عن إسقاط النظام وتنحي الرئيس، معتبراً أن "هذه قنابل تُفجِّر اللقاء"، وداعياً إلى الابتعاد عنها والالتزام بالهدف المعلن للقاء، لا سيما أن الشعب السوري قد عبَّر عن إرادته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في صيف العام المنصرم 2014، واختار السيد الرئيس بشار الأسد رئيساً للبلاد بنسبةٍ تجاوزت الـــ 88%. 

رداً على سؤال حول ما يجري في القاهرة من مشاورات واجتماعات بين أطرافٍ من المعارضة، قال السيد الوزير أن سورية لم تستشر لعقد مثل هذا اللقاء، "وأي أمرٍ لا نُستشار به، لا نُقيم له وزناً ولا نأخذه بعين الاعتبار، فنحن حكومةٌ ودولة. وكذلك فإن أي جهدٍ يهدف إلى إفشال لقاء موسكو هو جهد لضرب إمكانية التسوية السياسية في سورية".

وبشأن علاقات سورية مع مصر ومع الدول العربية والتبادل الدبلوماسي مع بعض الدول العربية، أشار السيد الوزير إلى أن سورية تنتظر أن تبادر مصر إلى رفع مستوى التمثيل، مؤكداً أنه إذا أرادت مصر أن تلعب دورها الحقيقي في العالم العربي فعليها أن تبدأ بسورية وبالعلاقة مع سورية، فهذا ما يقوله التاريخ.

بالنسبة لتونس، أشار السيد الوزير إلى أن "حزب نداء تونس" قد وعد بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وهذا أمرٌ يصبُّ أولاً في مصلحة تونس، سيما أن هناك المئات من التونسيين ممن يقاتلون مع الإرهابيين في سورية. هم من قطعوا العلاقات وعليهم أن يبادروا.

وعن إمكانية عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، أكَّد السيد الوزير أن العودة مشروطةٌ بإلغاء كل القرارات التي صدرت ضد إرادة الشعب السوري، فالجامعة كانت جزءاً من الأزمة ومن الأبواق التي ساهمت في الأزمة في سورية.

وعن العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي وإعادة فتح سفاراتها في دمشق، أوضح السيد الوزير أن هذا "قرارٌ سيادي، ونحن لم يتم التواصل معنا في هذا الخصوص، ومن يرغب بإعادة فتح سفارته فأهلاً وسهلاً ومباني سفاراتهم موجودة بدمشق ويستطيعون فتحها»، مضيفاً: "هم من قطع العلاقات، وعليهم هم أن يبادروا".

وعن الدور السعودي في الأزمة السورية وعن الوضع داخل المملكة مع مرض العاهل السعودي وعن سياستها الخارجية، قال السيد وزير الخارجية والمغتربين أن من مصلحة المملكة العربية السعودية أن تُعيد النظر في توجهاتها ونهجها، وفي صلاتها بالمحيط العربي. وذلك ليس من أجل مصلحة سورية التي تجاوزت المراحل الصعبة، بل من أجل أمن السعوديين أنفسهم. فالإرهاب عدو مشترك.. وفي السعودية هناك أرضٌ خصبة لانتشار إرهاب "داعش" و"النصرة" وغيرها نتيجة الثقافة الوهابية. 

كما استعرض السيد الوزير ما أسماه "الإصرار القطري – التركي" على التآمر على سورية، قائلاً: "أذكر في آخر لقاء لي مع أمير قطر السابق أنه كان يقول شهران ويسقط النظام في سورية.. والآن نحن سندخل السنة الخامسة والدولة السورية تزداد تماسكاً، وأعتقد أن ذلك يستحق وقفة من أمير قطر الجديد، ليرى أنه يلعب لعبةً أكبر من قطر بكثير، وأن بلده لم يعد مرغوباً به لا في سورية ولا في ليبيا ولا في مصر ولا في تونس ولا في اليمن"، وختم الوزير كلامه عن قَطَر بالقول "عودوا أيها القطريون إلى حجمكم الطبيعي.. هذا إذا أردتم مصلحة شعبكم".

وعن تركيا، أوضح سيادته أن "الحكومة التركية هي العدو الأساسي للشعب السوري وهي تستغل الجغرافيا وطول الحدود، ولم تعد خافيةً تلك الصلة العقائدية القائمة بين حزب العدالة والتنمية وتنظيم "داعش"، فتركيا تُمثل العمق الاستراتيجي لتنظيم "داعش" ليس من خلال العبور فقط، بل من خلال تأمين الطبابة والاستراحة والسكن والسوق التجاري لمسروقات داعش من النفط والقطن والقمـح السـوري التـي تُباع فـي الأسـواق التركيـة". ووصف السيد الوزير الإصرار التركي على إقامة منطقة حظر الطيران شمال سورية بأنه "كلامٌ سخيف"، وهو سبق خطة المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا بتجميد القتال في حلب، وأرادت أنقرة منه أن يكون طرحاً تعجيزياً، حتى لا تُشارك في "التحالف الدولي".

في هذا السياق، أشار السيد وزير الخارجية والمغتربين إلى أن التحالف الدولي يريد من تركيا استخدام قاعدة "إنجرليك" وضبط الحدود، لأنه مهما قام التحالف الدولي بغارات وبقيت الحدود السورية - التركية مفتوحة لعبور إرهابيين من 83 دولة، فإن عمل التحالف لن يُنجز، كما أن تركيا هي أيضاً ساحةٌ معرَّضة لعملياتٍ إرهابية باعتراف الأتراك، فلديهم أكثر من 3000 تركي متعاطف مع "داعش".. هذه تصريحاتهم، إلى جانب اعتراف وزير خارجيتهم بوجود من 500 إلى 700 خلية إرهابية اليوم في تركيا.

وقال السيد الوزير: "كنا في السابق نُقيم علاقات حسن جوار مع تركيا، وكانت العلاقات والصلات وطيدةً في مختلف المجالات، والآن لم تعد هذه العلاقة قائمة وهي علاقة "صفر".. فهل هذا في مصلحة الشعب التركي؟".

وختم سيادته الحديث عن الدور التركي بالقول "أيها الأتراك: استفيدوا من درس باكستان والقاعدة، فالقاعدة ارتدَّت على باكستان وأصبحت جزءاً من الوضع الأمني في باكستان.. يجب أن تدركوا أن هذا الإرهاب سيرتد عليكم".

وعن مهمة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا واختياره مدينة حلب مركزاً لإطلاق خطته، قال السيد الوزير: "جاءت خطة دي مستورا وانصبت على مدينة حلب وليس الرقة، لأن هناك تواجدٌ لـ"داعش" في الرقة، وقرار مجلس الأمن الدولي 2170 يمنع على ممثلي الأمم المتحدة التفاوض مع منظمة إرهابية مدرجة على لوائح إرهاب الأمم المتحدة. كما أن حلب هي ثاني أكبر المدن السورية، وبرأي دي مستورا هي تُمثِّل حضارة وثقافة ويجب صونها".

وأضاف السيد الوزير: "نحن لم نمانع، ولحلب مكانة خاصة لدى السيد الرئيس بشار الأسد ولدى الدولة السورية، ونحن نُقدِّر عالياً صمود أهلنا في حلب، ولذلك وافقنا على أن نناقش هذا الموضوع مع المبعوث الأممي".

وحول إمكانية إرسال قوات برية أجنبية إلى سورية لمحاربة "داعش"، أكَّد السيد الوزير أن الولايات المتحدة لن تُجازف بإرسال جنودها لمقاتلة "داعش" أو الجيش العربي السوري، فهي لا تستطيع أن تتحمَّل خسائر بشرية، أما الأمم المتحدة فتحتاج لاستصدار قرارٍ من مجلس الأمن الدولي، وهي – أي الأمم المتحدة - لن تأخذ أي دورٍ في هذا المجال. أما ما يدور من حديثٍ عن ضرورة تشكيل قوات عربية من قوات مجلس التعاون الخليجي والأردن لتقوم بهذه المهمة، فهو أمرٌ صعبٌ وبعيد كل البعد عن الواقع، ولا سيما بعد ما حصل داخل الأردن نتيجة قيام "داعش" بأسر الطيار الأردني. 

ثم أضاف السيد الوزير: "إذا أرادت الولايات المتحدة بصدق القضاء على "داعش" فلديها خيارٌ واحد وهو التعاون مع سورية، لأنه لا توجد قوةٌ قادرة على مواجهة "داعش" مثل الجيش العربي السوري". 

في شأن الضغوط السياسية والاقتصادية الدولية على روسيا، أوضح السيد وزير الخارجية أن "روسيا تخضع لضغوطٍ اقتصادية هائلة أثَّـرت على قيمة عملتها، ولكن روسيا دولةٌ عظمى فيها موارد متنوعة وأسواق واسعة، فلا يستطيع أحد أن يُعاقب روسيا، والضغوط لن تؤثر على موقف موسكو تجاه سورية، وروسيا تقوى بالصمود والانتصار السوري، ومن يضغط على روسيا هو من يضغط على دمشق".

وختم السيد الوزير حديثه بالتأكيد على أن سورية هي شعلة القومية العربية ومنارتها، وأن الحرب على سورية هي حربٌ على دورها في المنطقة وفي قضية فلسطين، وعلى دورها الإقليمي المركزي. واشار إلى هذه هي أهداف من يحاربون سورية، فهم يريدون منطقةً خاضعة لهيمنتهم، وبالتالي خاضعة لهيمنة إسرائيل، وهو ما تقاومه سورية ومعها حلفاء بدءاً من إيران إلى روسيا إلى دول أخرى بالإضافة إلى قوى المقاومة الشعبية.